كلنا تعرضنا في فترة من الفترات إلى اتصالات كثرة ومزعجة من ارقام أجنبية من دول من إفريقيا أو من أمريكا الوسطى والكاريبي، تقوم غالبا برن الهاتف لمدة قصيرة جدا قبل التوقف ومعاودة المحاولة مجددا، لكن ما هوا السبب الحقيقي وراء هذه الاتصالات؟
يجب أن تعلم أن هذه الاتصالات ليس هدفها أن تجيب عليها، بل بالعكس هي لا تريد أصلا أن تترك لك الفرصة، ولهذا فهي سريعة جدا، وإذا صادف وأن تمكنت من الرد فإنها ستقفل في وجهك مباشرة دون قول أية كلمة.
هدف هذه الاتصالات الحقيقي يا صديقي هي إثارة فضولك، وهي تسعى للتقرب من الجمهور الأفضل والأكثر فضولا، وهم يعلمون أن هنالك العديد من الأشخاص الذين لن يعيدوا الاتصال، لكنهم يريدون فقط هؤلاء الذين لديهم الفضول الكافي للاتصال بهم مجددا، وهنا أقول لك دعك من الفضول وإياك أن تتصل بهم ثانية فلن تضيع شيئا بل بالعكس ستربح كثيرا بعدم اتصالك.
ماذا يحدث لو اتصلت بهم؟
إذا كنت فضوليا لهذه الدرجة فسأختصر عليك الأمر وأوفر عليك عناء الاتصال..
إن اتصلت بأحد تلك الأرقام فستسمع لا محالة صوتا مسجلا، يكون غالبا عرضا مغريا مزعوما، كأن تفوز بجائزة أو أن لديك رسالة تنتظرك. يقوم الصوت المسجل بعد ذلك بتوجيهك للاتصال برقم معين، وهنا مكمن المشكلة، فهذا الرقم يكون باهظ الثمن، من شأنه جني أرباح طائلة على ظهرك، خاصة وإن كنت تستخدم خطا هاتفيا من الدفع البعدي.
المشكلة الأكبر هي أن هذا الرقم باهظ التسعيرة يكلمك من خلاله شخص حقيقي، يححاول كسب ثقتك في أولالأمر، ثم يحاول بشتى الطرق أن يجعلك تبقى في اتصال معه لأطول مدة ممكنة لاستنزاف مال أكثر من رصيدك، فيطلب منك مثلا أن تستسمحه لبعض الوقت للتأكد من هويتك، ثم لمرة ثانية يتعرف فيها على انشغالك، وهكذا حتى يحقق أكبر ربح ممكن.
وفي حالات مشابهة، يمكن لهذه الأرقام أن تستغلك لتحقيق أهداف أكبر، كأن تحصل على موافقتك لإنجاز مهام معينة ذات هدف ربحي، فهي تحاول أن تجعلك تقول كلمة “نعم” لاستخدامها لاحقا. لا تنس أنها لديها معلوماتك الشخصية ورقم هاتفك بالإضافة إلى تسجيل صوتي لك وأنت تقول “نعم”، ويمكنها الآن أن تستخدمها كموافقة منك على أية عملية في المستقبل.
تدعى هذه الاتصالات بـ Ping Calls أو Scammer Calls، وتحصل يوميا على ملايين الدولارات عن طريق الاحتيال واستغلال سذاجة وفضول الآخرين.
في الفيديو مثال لـ Ping Call
هل يمكن اختراق هاتفي لو اتصلت بهم؟
تقنيا لا يمكن أبدا الربط بين اتصال هاتفي بين طرفين وبين اختراق هاتف أو أي نظام آخر، اللهم إلا إذا كان ذلك بموافقتك أنت شخصيا.
كيف يمكنني حماية نفسي من هذه الاتصالات؟
- ببساطة كف عن كونك فضوليا، ولا ترد على أي رقم مجهول من الدول الأجنبية حتى تتأكد منه، خاصة إن كان من إفريقيا وأمريكا الوسطى والكاريبي وبعض دول أوروبا الشرقية.
- لا تجب أبدا بنعم، خاصة عن سوال “هل أنت تسمعني؟”
- لا تعط معلوماتك الشخصية لأي جهة لا تعرفها
- حمل برنامجا للتعرف على الأرقام على هاتفك، وهو سيخبرك إن كان الرقم خطيرا أم لا
أكواد بعض الدول التي يجب الحذر منها
- السنغال: 221+
- كوت ديفوار: 225+
- روسيا: 7+
- مقدونيا: 389+
- زمبابوي: 263+
- جمهورية الدومينيكان: 809+
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق